البكاء

البكاء

كلمة يمتلا بها قلبى حزنا و دماء

كلمة توحى بالحسرة فى اى موضع كانت

ولكننى للاسف لا اعلم ما سبب البكاء

فما يتوارد على من اسباب كل يوم ما هى الا اوهام بكاء

لا اعلم لماذا اقول ذلك عن تلك الاسباب

هل لاننى قاسى القلب

ام اننى واقعى زيادة عن اللزوم

لم اجد الاجابه

ولكننى قررت ان ابحث عنها فى الشوارع

عسانى اجدها بين احدهم

نزلت الى الشوارع متجولا با حثا ناظرا فى وجوه البشر

لعلى اجد منهم من يعرف الاجابه

تجولت تجوالا كثيرا وبحثت عن احدهم طويلا

وكان اولهم صديقى

نظر الى وابتسم وعندما راى وجهى قال لى ما بك

سالته السؤال

متى تبكى يا اخى

اندهش للسؤال ولكنه لم يمنعه من الاجابه

فقال بكيت يوم موت ابى

فنظرت اليه وتركته و ذهبت

ثم سالت نفسى

يا نفس هل ما سمعتيه فعلا سببا للبكاء

هل ضياع الاحباب فعلا سببا للبكاء

فنظرت الى بعين تملاها الدهشه ثم قالت بلهجه يملاها السخريه

ضياع الاحباب !

لعل ضياع الاحباب يبكى

ولكنه ليس السبب الذى يبكينى

وكيف ابكى على من مات منهم وقد قال رب العزه

كل من عليها فان و يبقى و جه ربك ذو الجلال و الاكرام

فاستغربت من ردها على ثم اكملت وجهتى فى الشوارع

ثم وجدت رجلا حزينا فقيرا يجلس وحيدا فى الشارع

فسالته متى تبكى؟

فقال بكيت يوم ضياع ملكى

فنظرت اليه بعين حزينة ثم انصرفت

وبعدها سالت النفس

يا نفس هل فعلا ما سمعتيه يبكى

هل فعلا ضياع المال و الملك يبكى

فنظرت الى النفس ولم يكن على وجهها اى اثر من اثار الحزن

قد يكون ضياع الملك يبكى ولكنه لا يبكينى

وكيف ابكى على ما هو الا زينة الهى بها فى حياتى الدنيا

واتركها ورائى يوم دخول القبر

تركتها واكملت تجوالى والحزن يملا قلبى

فانا لا اعلم ما سبب البكاء ولم اجد الاجابه بعد

وبينما اسير وجدت شابا يجلس وحيدا حزينا

فسالته لعلى اجد عنده الاجابة

متى تبكى

فنظر بعين تملاها الدموع

بكيت يوم ضياع حبى

فنظرت اليه حزينا و تركته ومشيت

ثم سالت نفسى

يا نفس هل ما سمعتيه فعلا يبكى

فردت على ولا يبدو عليها الحزن

ثم قالت لا ما سمعته ابدا لا يبكى

فكيف ابكى على مجرد شعور شهوة تنكر فى صورة الحب

فضاق صدرى لاجابات نفسى

وكاد الغضب يتسلل الى قلبى

فقلت لها مالك يا قلب

احترت فى امرك

قولى لى اذا متى تبكى

فنظرت الى نفسى

وامتلات عيناها بالبكاء الشديد

ثم قالت لى

بكيت يوم ضياع القدس

فنظرت اليها وانصرفت و الخجل يملا وجهى

فكيف يضيع من ذهنى السبب الحقيقى الذى يبكى