الأحد، 4 مايو 2008

ضاعت ارض العزه

ضاعت ارض العزه
وقف على غصن شجره عاليه رافعا رأسه ينظر الى الكون من حوله ومن عينيه تنطلق نظرات العزه و الكرامه ، فها هو نسر تمكن بقوته من الاستحواز على منطقه نفوذ ليست بصغيره ، بسط سيطرته عليها ، ولم يكن يوما يجرأ احدهم على الاقتراب من تلك المنطقه ، فها انا اراه قوى يحبه رعيته من الطيور الاخرى ، وكذلك يعمل على نشر الحمايه للآخرين من كل معتد دخيل .
طار وارتفع عاليا ينظر الى الاسفل بعين خارقه ، تملأ نفسه السعاده والنشوه لما حققه من انتصارات و علوٍ على المتآمرين من الغربان ، فإنهم كثيرا ما حاولوا ان يتسللوا اليه ويستولوا على ملكه ، ولكنه ذلك القوى الذى ليس بأحدهم طاقه لممارسته ، وكان ذلك سبباً دفعه لأن يكمل خطه وضعها لزياده مساحه ارضه ونشر الحمايه فى مناطق اكثر ، ولكنها ألاعيب الغدر التى لم تيأس يوما من المحاوله ومن نسج الدسائس للإيقاع به .
ذلك النسر كان لديه كثير من الابناء ، بلغ عددهم الكثير ، ولكنهم للأسف لا أستطيع ان اطلق عليهم لقب نسور ، ولا أملك سوى اننى أنعتهم بالكتاكيت ، ذلك هو قدْرُهم ، لا اكثر من ذلك ، بل اقل ، لم يحاولوا يوما السير على نهج الأب وانما اكتفوا بالعيش فى كنفه وحمايته دون ان يتطرق الى ذهنهم يوما ماذا سيكون مصيرهم يوم ان يموت؟ ، وكيف سيعيشون؟ ، وهل سيتمكنون من ردع هجمات اعدائهم؟ ، للأسف لم يفكروا فى مثل ذلك من قبل وانما اكتفوا بالصيد واللهو وممارسه متع الحياه فقط .
وللأسف كما ذكرت فإن عقل الغدر لم يهدأ يوما و إنما بذل كل طاقته للسيطره على ملكه ، وبالفعل قاموا بنصب الفخاخ ، بل نجحوا فى الإيقاع بنسر العزه .
نظر هكذا اليهم وعينيه يملأهما الحيره فأين ذهب الأخرون ؟ ، لم يجد حوله من أحد فأستغاث وصرخ وعلا صوت الاستغاثه حتى سمعه الأخرون ولكنهم للأسف عندما علموا ان أباهم قد سقط ، لم يجدو امامهم طريق الا انهم يفروا و يهربوا دون عوده ، او انهم يختبئون بين أعالى الاشجار من شده الخوف .
سقط نسر الكرامه وانتهى امره ، وعلى ارض كانت من ذى قبل ارضاً للعزه فأصبحت من بعده ملاذا لكل مغتصب يزرعون فيها نبات الذل ليطعمون منه اهلها سقط ، سقط و سقطت معه كل معانى الشهامه وحب الارض .
أختبأ الاخرون بين الاشجار عاليا حتى لا يصل اليهم المعتدون ، و بدلا من ان يُوَحِدُوا قواهم ويواجهوا قوى الطغيان و الشر دبَّ بينهم الخلاف ثم ترك كل منهم الاخر و تفرقوا فكانت الطَّامَّه ، حيث ان قُوَى الاستعباد وجدت فى ذلك وسيله للقضاء عليهم واحد تلو الأخر، و بالفعل ذلك ما حدث ، فقد تمكنوا من القضاء عليهم واحد تلو الاخر وكل واحد منهم بأسلوب مختلف .
ذهبوا الى احدهم فقاموا بأستعباده وقاموا بقتل كل من حوله من حاشيه وعشيره ، اما ذاك فقد تمكنوا من بسط سيطرتهم التامه عليه وجعلوه عبداً لهم ، اما الاخرون عندما رأوْ ما حدث لأخوانهم من النسور فضَّلوا ان يُسَلِّموا اسلحتهم امام هؤلاء ولا يحاولوا إبداء اى مقاومه .
علا ضحك قوى الضغيان عاليا فأختلط بصراخ الاخرين من الرعيه الذين هم فى كل مكان يُستعبدوا ، وبعدها قامت تلك القوى بتعيين كل خائن من هؤلاء الخونه الكتاكيت على منطقه نفوذ مع اخذ كل احتياطات الامان وضمان الولاء .
صرخت الرعيه وما للصراخ من فائده ، فظلوا هكذا مستعبدين امدا طويلا .
اريد انهاء الحكايه ولكنى لا املك الاتطلاع على المستقبل او معرفه الغيب ، ولا أملك الا ان اترقب ماذا سيحدث وهل ستظل قوى الظلام مسيطره على ارض العزه؟ ، وهل سيبقى هؤلاء الخونه على موقفهم هذا؟ ام سيغيروا طريقهم ووجهتهم والى صوابهم يعودون ؟ ، اما عن هؤلاء المستضعفين ما مصيرهم ؟ وما هو نهايه حالهم ؟ .
ذلك ما سنعرفه مستقبلا ولكن متى ؟ لا اعلم .

ليست هناك تعليقات: